السعر خاص

“السعر خاص” هل هذه الجملة تدمر مبيعاتك؟

يواجه معظمنا أثناء تصفحه لموقع من مواقع التواصل الاجتماعي منتج أو خدمة حازت على إعجابه وأراد أن يشتريها، ولكن عندما يبحث عن تفاصيل السعر داخل المنشور أو التعليقات لم يجدها.

ما جعله يسأل عن السعر في التعليقات لتأتيه رسالة بعد فترة بأن “السعر خاص” أو “السعر في الأنبوكس” فلماذا تستخدم المتاجر والشركات تلك الاستراتيجية بدلًا من الإعلان عن سعر منتجاتها للعامة؟

وهل تؤثر تلك الاستراتيجية على المبيعات أي تأثير سلبي؟ وهل لها أي ميزة تسويقية؟ إذا كنت مهتمًا بأي من تلك الأسئلة فتابع معنا إجاباتها في هذا المقال.

لماذا يستخدمون “السعر خاص”؟

يرجع أصل تلك الطريقة في البيع إلى طريقة كان يستعملها المسوقون الأمريكيون أثناء بيعهم لأي خدمة أو منتج على أرض الواقع.

وهي بأن يضع قدم داخل الشقة أثناء تفاوضه مع العميل عن المنتج لكي يمنعه من إغلاق الباب في وجهه، والتي تعرف باستراتيجية “قدم تحجز الباب”.

وكانت تلك الاستراتيجية ناجحة للغاية، حيث عندما كان يوافق العملاء على طلب صغير وهو السماع للمندوب، فهم بذلك يكونون أكثر عرضة للموافقة على طلب أكبر وهو شراء المنتج أو الخدمة التي يعرضها.

وعلى نهج هؤلاء المسوقين يأتي أصحاب المتاجر الإلكترونية ليكرروا نفس الطريقة، حيث يرون أنك بموافقتك على فتح نافذة للحوار معهم بارسال السعر، فالعميل معرض بنسبة كبير لأن يوافق على شراء المنتج، ولكن هل هذا ما يحدث بالفعل أم ترتد عليهم تلك الطريقة بصورة عكسية؟ سنرى في السطور القادمة.

ولتلك الطريقة أسباب أخرى، فبعض المتاجر تستخدمها لأغراض تسويقية، حيث يرى بعض المسوقون أن السعر لا يجب أن يكتب في المنشور لعدة أسباب.

ولكن قبل ذكرها يجب التفرقة بين البيع على الفيسبوك مثلًا والبيع على أرض الواقع من ناحية “السعر خاص”، حيث ينجذب العملاء للمنتجات في المتاجر الحقيقية لسببان، إما أن المنتج قد أعجبهم أو أنهم وجدوا أن قيمته جيدة بالنسبة لسعره، ولكن على الإنترنت فإن تلك المعايير تختلف.

حيث أن جذب العملاء من خلال الإنترنت يعتمد بشكل أساسي على بعض الخوارزميات، ولكي نحقق أقصى استفادة من تلك الخوارزميات علينا أن نمدها بأكبر كمية ممكنة من المعلومات عن الفئة المستهدفة من المنتج.

ولتمد تلك الخوارزميات بالمعلومات التي تحتاج لها فيجب أن يتوفر أكبر قدر من التفاعل، وهو ما يحدث عندما لا يذكر البائعون السعر في المنشور أو التعليقات، حيث تزيد تلك الطريقة من تفاعل المهتمين بالمنتج على المنشور.

بالتالي تستطيع تلك الخوارزميات أن تمد البائع بعملاء أكثر من نفس الفئة التي تفاعلت على منشوره، وذلك بعكس الذي سيحدث إذا ذكر البائع كافة تفاصيل المنتج مثل السعر والألوان وغيرهم.

فحينها سيصبح التفاعل على المنشور شحيحًا، وبالتالي سيقلل من انتشار المنشور، وسنوضح مدى فعالية هذا الأسلوب فيما يأتي.

الفرق بين أنواع المنتجات والخدمات ووسائل تقديمها

قبل أن نوضح تأثير “السعر خاص” على المبيعات يجب أن نفرق بين عدة نقاط مهمة، أولها أن المنتجات تختلف بشكل كبير عن الخدمات.

حيث يمكن أن تختلف قيمة الخدمة باختلاف أي تفصيل صغير يمكن أن يحتاجه العميل. بعكس المنتج الذي له سعر ثابت لكافة العملاء.

وذلك فإنه من الضروري في بعض الخدمات أن يخفي مُقدمها سعرها، أو أن يطلب من العميل التواصل معه لكي يحصل على التفاصيل اللازمة لتحديد تكلفة الخدمة، وهنا يكون التواصل معه على الخاص مطلوبًا.

كما يوجد عدد من المنتجات التي لا تناسب العامة والموجهة لفئة صغير جدًا من الناس، فأشياء مثل السيارات والمجوهرات واللوحات وحتى الأعمال اليدوية لا يجب أن يعلن عن سعرها لعدم معرفة العامة بقيمتها وبالخدمات والمميزات التي توفرها لهم.

ولذلك فإنه من المنطقي أن يطلب البائع من العميل أن يفتح معه باب الحوار لكي يقنعه بالسعر، ولكي يُعرفه بالقيمة المضافة التي يعطيها هذا المنتج له.

كما أن “السعر خاص” توفر على البائع الكثير من الجهد الذي يبذله في مواجهة التعليقات السلبية التي تشتكي من غلو المنتج دون معرفة قيمته الحقيقية.

كما يمكن أن تؤثر الوسيلة المستخدمة في البيع في استخدام تلك الطريقة من عدمها، فالبيع على الفيسبوك يختلف عن البيع على منصات التجارة الإلكترونية مثل منصة شوبيفاي.

فإذا كان البيع بواسطة متجر إلكتروني والإعلان هو مجرد وسيلة جذب، ففي تلك الحالة من الممكن ذكر السعر في الإعلان لكي يضغط أكبر عدد من الناس على الإعلان لينتقلوا للمتجر لإتمام عملية الشراء.

ويمكن أيضًا عدم ذكر السعر وذكر كافة التفاصيل الأخرى لينتقل العميل إلى الموقع الذي يحتوي على سعر المنتج بالفعل.

تأثير “السعر خاص” على المبيعات

واستكمالًا لما ذكرناه عن أسباب استخدام البائعين لهذه الطريقة، فطرق البيع الإلكترونية تختلف اختلافًا جذريًا عن البيع على أرض الواقع.

فأسلوب “قدم تحجز الباب” يحقق نتائج رائعة أثناء البيع وجهًا لوجه مع العملاء، ولكن على الإنترنت حركة “السعر خاص” تتسبب في فقدان الكثير من الزبائن.

حيث يسبب الغموض الذي يقوم به البائع أثناء عملية الشراء بارساله السعر لكل فرد دون أن يعلن عنه شعورًا بعدم الثقة تجاه المنتج والبائع.

كما أن تلك العملية تأخذ الكثير من الوقت لتتم، فبطلب السعر في التعليقات يتم الانتظار لعدة ساعات لكي يأتي السعر.

كل تلك خطوات كثيرة تجعل عملية الشراء غير محببة لدى العميل، حيث أن صبر العملاء في مواقع التواصل قليل جدًا.

ومن الممكن أيضًا أن يتسبب عدم معرفتهم الفوري بالسعر لأخذهم قرارًا بالتراجع عن عملية الشراء، وهو أيضًا ما يضر بأرباح البائع.

فليس من مصلحة البائع أن يطلب أي خطوات أو مجهود إضافي من المشتري لكي يُتم عملية الشراء بل يجب أن يجعلها سهلة وسريعة قدر الإمكان.

ولكن على الجانب الآخر يمكن أن تكون طريقة ذكر السعر في الخاص ناجحة، وأن تجذب المزيد من العملاء عن طريق الخوارزميات التي يتبعها الفيسبوك في ترشيح منتجك لعدد أكبر من الناس.

وهذا عن طريق البيانات التي جمعتها ممن سئلوا عن السعر، وفي حالة البيع عبر منصة من منصات التجارة الإلكترونية أيضًا من الأفضل أن تخفي السعر في منشورك الترويجي لكي تجعل عدد أكبر من الناس يزورون متجرك، وبالتالي تزيد فرص الشراء وتوفر المزيد من المعلومات عن زوار الموقع.

الخلاصة

لا توجد إجابة واضحة عما إذا كان ذكر “السعر خاص” بدلًا من ذكره على الملًا يدمر المبيعات أو يزيدها.

بل إن كل من الطريقتين توفر لك خصائص ومخاطر محددة، حيث عندما تذكر السعر في المنشور فأنت تزيد من فرصة شراء العميل للمنتج فوريًا وتجعله أكثر رضًا عن الخدمة الخاصة بك.

ولكنها أيضًا تقلل من المعلومات التي تأتي من التفاعل الذي يحدث على المنشور، وهو ما يقلل من ترشيح المنشور لعدد أكبر من الناس.

وعلى الجانب الآخر فإن عبارة السعر في الخاص تجعل عدد كبير من الناس يغير رأيه ويقرر عدم الشراء بسبب الخطوات الكثير التي يجب عليه اتباعها لكي يحصل على السعر.

كما أنه من المرجح أن يكون قد نسى منتجك في الوقت الذي ترسل له فيه السعر، وهو ما يكون بعد عدة ساعات على أفضل تقدير.

ولكن تلك الطريقة توفر الكثير من التفاعل على المنشور ويجعله أكثر انتشارًا بين المهتمين بالمنتج، كما أنها طريقة جيدة للترويج للمتاجر الإلكترونية، حيث سيتوافد العملاء على الموقع لكي يعرفوا السعر.